الثلاثاء، ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٨

تلاطيش 4

استمتع
عندما مر الكثير من الوقت وبدأت أشعر باهداره سألته : ماذا نفعل يا صديقي إننا نحرق الوقت ؟؟ ابتسم قائلا : نستمتع بالطقس:) :)
اها.. نستمتع بالطقس !!..
انظر حولك .. دائما هناك ما يمتعك .. دائما ستجد شيئا جيدا .. إذا أردت :)..

الجزيرة
كلنا نحتاج لبعضنا أو للبعض منا .. أيا كان..المهم أننا لا يمكن أن نحيا كل بمفرده ..لكن تخيل معي أن سفينتك تحطمت على جزيرة مهجورة.. كم ستصمد قبل أن تشعر بالملل !!؟؟ .. كم من الوقت قبل أن تشعر ألا شيء لتفعله لأنك لوحدك .. وقفة .. هل نصنع حياتنا أم يصنعها لنا الآخرون !!؟؟ هل نتحمل الحياة بمفردنا لفترة أم أننا نتنفس بغيرنا ؟؟ بكلامهم .. أحداثهم .. أفعالهم .. هم مادة غنية تملأ علينا حياتنا ..وبغيرهم نكتشف أننا بـ"لا شيء".. لا شيء نفعله..لا شيء لنفكر فيه أحب من حولي وسعيد بوجودهم في حياتي لكني أفضل أن أحتفظ بجزيرة مهجورة أمارس فيها حياة كاملة "بمفردي"..

شفافية
مشاعرنا الايجابية أو السلبية لها طريقان.. إما أن نناقشها بموضوعية فنضعها في قالبها الصحيح ونعطيها حجمها الحقيقي.. أو أن نكبتها ونقلبها في رؤوسنا نزيد عليها ثم ننقصها .. الكبت يؤدي إلى الانفجار أو الوفاة .. وهما أمران أحلاهما مر :)
عندما يضايقني صديقي ببساطة أصارحه ..مهما كانت المصيبة على الأقل سأعرف حجمها وأصلها ومصيرها .. ستمر..
عندما أكبتها .. تزيد .. تتفاقم .. أو ربما تموت مخلفة وراءها جرح لا يلتئم ..
عندما أحب .. عندما أريد .. عندما لا أريد .. لا أتململ ولا أشتكي .. فقط أختصر الوقت والمجهود

لا يتكلمون
للأسف أصبحنا نكتشف الأخيار و الفضلاء اكتشافا ..
تسمع عنهم همسات ..تعرف أنهم كانوا هنا..أنهم أناس تظن أنك تعرفهم جيدا.. تفاجأ بهم بعد العشرة .. هم لا يظهرون فضلا .. لا يتكلمون عن أنفسهم .. لا يستعرضون عضلاتهم ..
ربما لأن كل ما يمكن أن يقولوه قد استهلك ادعاء من غيرهم.. الجميع يدعي الحكمة ..الفضل .. الذكاء..الخبرة
بينما يصمتون هم .. هم فقط يعملون ..وعلينا أن نكتشفهم
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص .. ويا أسفا كم يظهر النقص فاضل

فاستبقوا الخيرات
أستمع إلى إمام الحرم فأتمنى لو رزقني الله صوتا كهذا .. لا أحسده وإنما أغبطه :)
ثم أتذكر..ببساطة.. أنا لم أخلق لأكون إماما للحرم المكي.. لماذا خلقت ؟؟ هذا ما علي اكتشافه .. ثم النجاح فيه والتميز من خلاله .. عندها سينظر إلي إمام الحرم ويتمنى أن يكون مثلي ..فأخبره أن هذا ليس ضروريا ليكون ناجحا.. لم نخلق جميعا لنفس الغاية
فـ"لسنا جميعا سنصبح قديسين"
والأفضل "ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات"

شكرا
مع أننا نختلف في كل موضوع تقريبا إلا أنني وفي كل مرة أتحدث معهم يضيفون إلي الجديد .. زاوية لم أضعها في الحسبان بعد أن أوهمني غروري أني أرى كل شيء .. سواهم يصب الكلمات في أذني صبا..يقتلني باللاشي الذي يصبح كل شيء..
قد ينتهي نقاشنا أحيانا نهاية مأساوية ومع ذلك أستمتع بالتقاء فكري .. باختصار ..كلما تحدثت معهم "زدت شيئا "..
يسعدني أن أتحدث معهم..يسعدني وجودهم في حياتي.. شكرا أدهم شكرا خبيب


الأحد، ١٤ ديسمبر ٢٠٠٨

تميز ما تحت الصفر

كان دائما ما يتفاخر بعلاقاته النسائية المتعددة وسهرات التدخين والحشيش وكل أساليب الضياع المعروفة والغير معروفة ..
لست أعذره لكن أرى من المنطقي أن يتفاخر بذلك .. حقيقة .. مسكين .. لا شيء آخر في حياته ليفتخر به والأهم لا شيء يتميز من خلاله لا شيء يشبع رغبته في الشعور بالأهمية والرضا عن الذات ..

بالطبع هذا الشعور مطلب بشري ليس من الضروري أن يكون فكرة تشغل البال ربما شعور بالحاجة ..انجذاب فطري ..المهم.. كلنا نسعى لهذا الاحساس الرائع .. كلنا نبحث عنه .. كل بطريقته .. البعض يجده في التمسك بالدين .. البعض يراه في تفوقه الدراسي .. في انحرافه في ثقافته في فكره ..
وكلما ارتفع المستوى العقلي زادت المتطلبات واتسعت المجالات ويصبح الرضا عن النفس أصعب .. الاشباع يصبح أكثر بعدا ..
وبما أن التميز بالنجاح والانتاج طريق صعب يحتاج إلى كثير من المثابرة والمنافسة والصبر .. فإن الحل أمام كل فاشل أن يكتفي بهدم نجاحات الآخرين والانقاص من كل شيء فهذا ينسيه الهوة بينهم وبينه ..فارق السرعات :) .. أو أن يدعي التميز و النجاح أو أن يتميز فعلا لكن بفشله ..

من السهل أن يشير الجميع إلي قائلين أني مهمل فأنا أفرط في محاضراتي ودروسي ومذاكرتي هذا سيجعل زملائي يتحدثون عني ضاحكين ..سيجعلني نجما ..سيرضيني .. لهذا أتبجح بإهمالي .. بكثرة نومي .. بجهلي بأي شيء عن أي شيء.. بسخريتي اللاذعة..حتى اهمالي لمظهري قد يجدي نفعا .. المهم أن أتميز ..ليس فقط لأحوز على شيء من الاعجاب والشهرة .. لكن هذا يجعلني سعيدا.. لا أملك ما يشعرني بذاتي غير أن أفشل بشدة فأتميز بشدة ..

تتملكني سورة غضب عندما أتذكر زميلتي تركض كالبقرة في المدرج بينما يتهامس الجميع فرحين بجرأتها وعفويتها .. ما أن هدأت البقرة حتى راقها إعجابهم بركضها فبدأت دورة أخرى من الركض الغير مبرر .. أهذا يجعلك سعيدة ؟؟ أن يتهامس الجميع أنك "مجنونة ومخك طاقق " .. معذورة فالبقرة لا يمكنها أن تتميز بشيء إلا بالجنون ..

بالطبع بعض الفاشلين لا يمكنهم حتى التميز بالفشل " مأساة :) " .. فهو لا يستطيع أن ينحرف كما ينبغي ولا أن يفشل كما ينبغي ليحصل على الاشباع .. لذك يكتفي بهدم النجاحات وادعاء نجاحه الخاص .. يهرب من كل مجال منافسة مهما كان تافها .. سيتحجج بالترفع عن التنافس في التوافه لكن الحقيقة أن الهروب من كل شيء أكثر سلامة وتحصينا من المغامرة .. سيكتفي بالكلام .. سيكتفي بالادعاء..لكن الحقيقة أنه أكثر عجزا وبؤسا من أن يتحرك للأعلى أو حتى للأسفل.. المراقبة واصدار الاحكام تبدو أكثر سهولة..

بالمناسبة ... من كان يتبجح بانحرافه وضياعه سمعت أنه في السجن للاتجار بالهيروين .. حقا متميز :) :)

دمت بخير

الاثنين، ٨ ديسمبر ٢٠٠٨

قصة قصيرة :D

كل سنة وانتم طيبين .. عيد سعيد يارب ..
بمناسبة العيد أنا نقلت القصة القصيرة الأولى من بلوجي التاني لهنا لأني اكتشفت إن كتيييييييير من اللي أعرفهم مقروهاش فقلت أمتعهم شوية في العيد ...
بس أنا مش مسؤول عن النتايج ;)
لو مقريتهاش قبل كدا أو حتى قريتها اقراها تاني بس حاول تعيش جو القصة :D


مثال الأسرة السعيدة..الرفاهية والرقي..الأب والأم ..الابن والابنه..
حياة مثالية..
وعند عودة الأب لمنزله ليلا..خبطته عربية.. الناس اللي في الشارع حاولوا ينقذوه لكن أمعاؤه ومخه كانوا قد سالوا على الطريق..
وصل الخبر إلى المنزل فانهار الجميع..أصيبت الابنه بحالة هستيرية..نزلت إلى الشارع في وقت متأخر..اتخطفت من شلة مدمنين..واغتصبوها جميعا بلا رحمة ..وبعد ثلاثة أيام عادت إلى المنزل في حالة انهيار بعد ضياع ابوها وضياع عرضها..واصيبت باكتئاب شديد..لم تغادر الغرفة لشهر ثم قررت الانتحار..لكن قبل الانتحار قررت أن تنتقم من أخيها لأنه كان يسخر من رسوماتها أيام الطفولة..مما أدى إلى أضرار نفسية بالغة..وهكذا بدأت بوضع المخدرات في الشاي ثم تذكرت أنه لا يشرب الشاي ..فوضعتها في القهوة ..شربها بالفعل وأدمن الأخ قهوة أخته..وعندما عاد إليها ليأخذ الجرعة المعتادة..وجدها منتحرة بموس ذبحت به نفسها وعرف أنها لم تقتل لأن الجرح غير متساو في العمق ووجد جروح تدل على التردد ..المهم ..وجد في يدها قصاصة مكتوب فيها "انتحرت..لكن لن أقابل أبي فلابد أنه في الجنة.. "جن جنونه.. من أجل الجرعة وبدأ يشتري المخدرات من التاجر الشهير بالمنطقة..ومع مرور الجرعات زادت المتطلبات المادية للمخدرات ..واضطرت الأم بعد أن أنفقت كل مدخراتها أن تعمل كخادمة ..وفي بيت مخدومتها ..كانت تلقى أبشع أصناف العذاب ..فكانت مخدومتها بتحط راسها في ميه مغلية موحوحة وتنتف شعرها شعراية شعراية عشان تتاكد إن مفيش قمل عشان قطتها المنزلية ميتنقلهاش قمل..وفي مرة أخطأت الأم فتعرضت للماء البارد بعد السخن الموحوح..فأصابتها جلطة أدت إلى بقائها في المنزل..طبعا جن الولد لعدم توفر المال.. وفي يوم عاد إلى المنزل ليجد أمه على قدمها واكتشف أنها شفيت ولكنها تظاهرت بالمرض لتتجنب العودة إلى العمل الشاق..فقرر قتلها انتقاما على فعلتها..فضربها بالمقص في رقبتها ..لكن المقص كان مصدي وأصاب الترتر اللي في الجلبية..فانكسر المقص وظلت الأم حية..حاول أن يخنقها بكيس..ظل يخنقها ساعة..إنها تأبى أن تموت..اكتشف أن الكيس مخروم..غطا وجهها بلملاية ليخنقها..الملاية دايبة..وقبل أن يتم قتلها ..فاجأته نوبة المخدر فهرع إلى التاجر..وترك أمه نادمة على فعلتها فانتحرت بأن ولعت في البيت ..بينما الابن يتشاجر مع تاجر المخدرات ..تطورت المشاجرة ..أصابه التاجر بعدة جروح منها جرح في العمود الفقري ..أصاب الحبل الشوكي تماما أسفل الفرينيك نيرف..أصابه شلل كامل ..وعندما خرج من المستشفى لم يجدوا له بيتا لأن أمه حرقت البيت في انتحارها..فتركوه في الشارع..ولم يتعرف عليه أحد من الجيران..وبعد أيام أصابه جفاف شديد أدى إلى وهن ..وعندما تعرف إليه أحد الجيران وأتى بالمساعدة..وجدوه قد مات وفي يده قصاصة مكتوب فيها :
"اللي قرا القصة لحد هنا مريض نفسيا ..ومحتاج علاج"
تمت والحمد لله