الجمعة، ٢٠ فبراير ٢٠٠٩

لا شيء يحدث

بما أننا للأسف لم نتمتع بشتاء بارد هذه السنة .. بدأت حقا أكره ظاهرة "الاحتباس الحراري" .. تخيل أن أياما ستأتي بحر شديد أو برد شديد .. أو كما في الحديث .. يأتي يوم كسنة ويوم كشهر .. كيف سنحيا ؟؟ :) :) كيف سنتعامل ؟؟ هل سنهلك ؟؟ بالطبع لا :) :)
فكما في الحديث أيضا سيمكننا أن نحدد أوقات الصلاة ..سنصلي ونعمل .. سنتابع حياتنا .. لا مشكلة .. بالطبع سيصبح الوضع أقل امتاعا "كافتقاد برد الشتاء" .. لكن بالتأكيد هذا ليس الأهم في حياتي..
وهكذا فمهما ارتبكت الحسابات .. مهما تعقدت المسائل .. فلا شيء يحدث ;) ;) ..
حقيقة .. لن أقلق لخبر تبخر المحيط .. بالتأكيد لن يهلك العالم فستظل الظروف مهيأة للحياة لأنهي الاختبار الالهي لوجودي على هذه الأرض .. سأستمر في العبادة .. العمل .. التمتع بحياتي .. فبالتأكيد لن يحدث شيء ..
من الممكن أن تنفجر قنبلة نووية أو يسقط السد العالي .. أؤكد لك .. لن يحدث شيء .. ستتغير أمور ولكن سنظل نحيا و نتنفس..

على مستوى أقل .. سنتعرض بالتأكيد لبعض الكوارث التي سنراها مضحكة بعد عشرة أو عشرين سنة ..
أشخاص نقاطعهم .. فرص تفوتنا .. مشكلات تعصف بنا .. لحظات ضعف .. حب مفقود .. فشل ذريع .. ولكن في النهاية .. لا شيء يحدث .. على الأقل نظل مبتسمين قادرين على العبادة والعمل .. يمكن حتى أن نترك حياتنا ونبدأ أخرى جديدة تماما باسم جديد وأشخاص آخرين .. كل هذه المتغيرات لن تشكل فارقا كبيرا .. فالله لن يضيعنا ولن يحملنا فوق طاقاتنا ..سيبقى دائما حد أدنى للظروف يمكننا من المواصلة والتعايش مع الوضع الجديد .. نحتاج إلى أن نقتنع بذلك .. نحتاج القليل من اللامبالاة .. مع الكثير من الهدوء واليقين بأن لا شيء سيحدث ;)

الثلاثاء، ١٠ فبراير ٢٠٠٩

معاني لا تعني شيئا

ربما هو تأثير الاجازة .. الكثير من الوقت يوفر رفاهية الفكر .. الجميع الآن يسبح بمخيلته .. عن الحب .. الصداقة .. الوفاء .. الاستقلال ..الطموح .. العمل الخيري .. الجميع يفسر ويحلل .. يستنتج .. "نخترع" أحاسيس أو على الأقل نضخمها ..
شعارات .. أو مصطلحات .. أي كان ما تسمى فصدقا هي لا تعني شيئا ..

مستلزمات الصداقة والتزاماتها .. ما لي وما علي .. لأننا أصدقاء عليك فعل كذا وكذا .. باسم الصداقة .. عزيزي فليذهب مسمى الصداقة إلى الجحيم .. فهو لا يعني شيئا حقيقة .. إننا نتكلم ونتقابل ونتمازح ونخدم بعضنا..لا أدري تحت أي بند يندرج هذا ..فأنا لا أسعى لتحقيق معنى "الصداقة" لذاته .. ولا لأحصل على "صديق" يحقق معنى الكلمة .. وليس من المتوقع أن أفعل شيئا لمجرد أن "الصداقة" تستلزمه.. فكما قلت أن "أنا بلا تصنيف" .. فأفعالي أيضا بلا تصنيف أبله..

الاستقلال .. لا تسأل من فلان .. لا تطلب .. لتكون مستقلا افعل ولا تفعل .. أنا لم أخلق لأكون مستقلا .. لدي عمل لأتمه .. وسأتمه .. باستقلال أو بسؤال .. سأنهيه أولا ثم لنناقش ذلك لاحقا..

الوطنية .. الكرامة .. الأمانة .. المثابرة ..

المعاني التي ضخمناها .. بنينا عليها تصرفات .. مبادئ .. مشاعر .. وضعناها في قوالب .. أصبحت عبئا علينا .. تثقلنا .. تبطئنا .. تحملنا المزيد من الالتزامات نحن في غنى عنها .. هيا فعلا موجودة .. لكنها خطوط عريضة نسير وفقها ونراعيها ليست حياة نعيشها متشبعين بما تقدمه من المآسي أو الأفراح ..

لا أريد أن أصف علاقاتي بالصداقة أو الزمالة أو أيا يكن .. لتجري كما نراه مناسبا دون التزامات ولا تعقيد..
لن أصف مشاعري بالحب وأتصرف كمحب يلهث وراء محبوبه .. ولن أصفه بالاعجاب .. سأدع الأمور تجري كيفما اتفق ..
فقولبة المشاعر والمعاني .. تستلزم "قولبة" التصرفات .. تضحيات غير مرغوبة .. التزامات منهكة.. مشاعر "نجبر" عليها لا نحسها فعلا .. كأننا نحيا في مسلسل نؤدي دورا مكتوبا سلفا ..
المعاني التي لا تعني شيئا حقا تصبح مبررا لمزيد من الضعف .. لمزيد من "الاهدار" .. لمزيد من الدراما ..
نحن لم نخلق لتحقيق المعاني لذاتها .. ولا لاثراء قاموس الأحاسيس ..
فقط لنفعلها كيفما اتفق .. أرجوكم :) :)