الأربعاء، ١٣ مايو ٢٠٠٩

فقط ابتعد

الآن الكثير من الأشياء تبدو في غير نصابها .. الكثير من الأغبياء يتسلقون إلى الأعلى .. ظاهريا ..
كان يبدو من الخطأ أن يصبح أولائك الأغبياء في تلك الأماكن المرموقة بدلا عن أولائك الأكفاء .. هم الأفضل .. أنا أعرفهم .. أقابلهم وأراهم كل يوم .. في بعض الأحيان كنت ألومهم وألوم نفسي "بما أني أثق أني من الأكفاء :D " لأنهم ليسوا في تلك الأماكن .. أنهم أفسحوا المجال للمبتدئين والوصوليين ليعلوا ويعلوا ..
ربما أيضا لأنني لم ولا أقاتل بما فيه الكفاية من أجل كثير من الأشياء .. أشياء تبدو مستحقة .. كأنها خصيصا لي .. لم أكن أعرف لماذا لا أبذل المزيد من الجهد .. يمكنني الوصول إلى ما أريد .. فقط القليل من العناء .. لكن في كل مرة أتوقف ببساطة .. أتخلى عن الفكرة وأبتعد.. لم أكن سعيدا بفعل هذا .. كنت أسميه استسلاما .. كسلا .. جهلا .. وربما هذا هو الواقع فعلا :P ..
لكن الآن تبدأ صورة أخرى في الاكتمال..
دعني أستعير كلمة أدهم "الرجل الذي يستحق الاحترام هو الذي يمشي بعيدًا عندما لا يأخذ ما يستحق .. عندما لا يقدر.. "
نعم .. فقط ابتعد .. بغض النظر عن أن هذا التفسير أكثر طمأنينة واراحة للضمير .. تعليق كل هذا التكاسل على شماعة عدم التقدير إلا أني وجدت فيه فعلا ضالتي .. وضعت يدي على السبب الغامض لسلبية تبدو الآن أكثر من مبررة..
أنا لا أقاتل.. نعم .. ولن أقاتل حتى لما يبدو من حقي .. أو لما يستحق القتال من أجله.. أعلم أن بامكاني الحصول عليه بقليل من الجهد.. لكني أفضل أن أترك حقي على أن أستنزف نفسي من أجله..
أنا لن أشرح أسبابي لأبرر موقفي وأحصل على قليل من التفهم مع كل خطوة أخطوها..
لن أوضح الكثير من فضائلي لأحصل على تقدير أرى أن من الطبيعي الحصول عليه.. إن لم أحصل عليه سأبتعد..
لن أبذل المزيد من الجهد في العلاقات لانجاحها ..
لا مزيد من الدلائل والبراهين لأثبت وجهة نظري..
سأستمر في الصمت .. الابتسامة البلهاء التي لا تعني شيئا عادة.. لدي ما احتاجه في الحياة وكل ما يمكن أن يأتي لا يستحق نزيف احترام الذات ..
التفهم لن يزيدني شيئا .. الاحترام .. المساندة .. العلاقات .. المشاركة كل هذا لا يستحق أن تضع نفسك موضع التبرير والشرح .. لا يستحق تملق ومواراة .. لا للاستثناءات .. التغاضي .. "التطنيش" .. ولا أيضا .. للمواجهة والغضب والحنق ..
فقط ابتعد .. إن لم تحصل على ما تريد فابتعد بكل بساطة .. أنت لا تحتاجه .. لديك ما تريد ..ستحصل على الأفضل .. لأنك أفضل .. أفضل من أن تبذل كل هذا الجهد..أفضل من أن تضع نفسك موضع مساءلة أو اتهام أو مطالبة أو حتى تبرير.. فقط ابتعد .. فأنت أكثر احتراما وقيمة من تلك المهازل .. ;)


دمت بخير

الثلاثاء، ٥ مايو ٢٠٠٩

Pinky And The Brain


بالطبع معظمنا يعرف "Pinky and the Brain"
لا حاجة لتوضيح أيهما العقل المدبر وأيهما الخادم الغبي .. :)
بينكي عادة ليس مطلوبا منه أن يفكر في شيء .. التخطيط .. الابتكار .. الحبكة .. كلها من اختصاص براين .. فقط على بينكي أن ينفذ دون تفكير .. "donkey work" أو "no-brainer" ..

حسنا .. هكذا يبدأ الأمر .. نقاش طويل مع أمي .. أو لنقل شجار .. لأني اخترت نوعا آخر من الجبن .. أو لم أفطن إلى خطأ بسيط أو .. أو ..
ربما ينتقل النقاش إلى أبي حيث تبدأ سلسلة لا منتهية من الأسئلة عن أشياء عادة سمعت عنها أو رأيتها مرة واحدة .. وربما لم أسمع عنها إلا في الأساطير ..عادة أيضا تكون الإجابة " مش عارف".. "مختش بالي" .. "معنديش فكرة"..
قس على ذلك الأصدقاء .. الزملاء .. حتى أناس لا تعرفهم يلقون عليك بكثير من اللوم .. لكونك لا تعرف أو لا تبذل جهدا كافيا لاتقان شيء ما أنت أصلا لا تريد إتقانه بل ولا تريد عمله أساسا
كثير من اللوم .. العتب ..
حقيقة ... المشكلة يا أمي أن سبب أخطائي أني أفضل أن أكون "بينكي" في كل ما يتعلق بالجبن .. وأتمنى أن تتولي أنت مهام "براين".. لست أهتم بأنواع الجبن .. وقطعا لا أفرق بين درجات الجودة .. ولا أريد أن أعرف ولا أن أصبح خبيرا ..
سلسلة الأسئلة الذهبية التي يقدمها أبي لا تمت إلي بصلة .. عذرا أبي فأنا لا أفكر في خريطة الأحياء التي لن أزوها ولا أريد أن أزورها .. ولا أبذل أي اهتمام بأي شيء يمكنك أن تتولاه .. أنا أحتفظ باختياراتي وسعراتي لاستنفذها في شيء يهمني حقا ..
سأفكر في دراستي وأتخذ قرارات هامة في عملي.. أجازتي التي أخطط لها منذ وقت طويل .. ملابس جديدة أرغب بشرائها .. أي شيء مهما كان تافها لكنه قطعا لا يشمل أنواع الجبن وأسعارها ..
في مجالات ما سأقف بكل حنكة وأرفع حاجبي بكل حزم غارقا في التفكير في شيء تافه حقا لكنه يخصني ويهمني .. سأكون براين عندها .. لكن حاليا بكل ما تتحدثون عنه من أشياء لا تهمني فأنا بينكي الذي ينفذ بغباء ليوفر عناء التفكير .. سأحفظ الوصف لأمليه على البائع لكني لا أريد حتى التفكير فيه رغم سهولته .. لأني ببساطة لا أهتم.
بالطبع الأمر ليس كذلك لكني أتخيل دائما أنني في كل يوم عشرين اختيارا في حياتي .. كل اختيار مهما كان تافها هو استفاذ للعشرين اختيارا.. لذلك فماذا سنأكل ؟؟ أين سنجلس ؟؟ .. كلها اختيارات .. استنفاذ .. صحيح أن جانبا آخرا متوفر لرفاهية الاختيار .. لكني أضحي به من أجل راحتي العقلية .. لأحتفظ باختياراتي العشرين لشيء يهمني حقا حتى ولو كان أقل أهمية ..
لذلك فأنا استمتع حقا بكوني "بينكي" في معظم الأحيان .. لست غبيا .. لست مهملا .. ولا كسولا .. فقط أحتفظ بـ"براين" لوقت الحاجة..




.. شكرا لكل اللي تابعوا البلوج التاني.. إن شاء الله يتصلح قريب ونرجع للعز تاني :D :D