المهم

مرة أخرى ذكرني حواري القصير مع صديق بأيامي في رحلتي القصيرة إلى النمسا بما فيها من ذكريات وتجارب لا تنسى..
كان سؤاله في الصميم..
كيف يقيمون الناس هناك ؟؟ على أي أساس ينظرون إليهم ؟ كيف يقررون إن كانوا يستحقون الاحترام أم لا ؟..

قد لا يهم البعض كيف ينظر الناس إليه..ولكن يا ترى كيف ينظر هو لنفسه طبقا لمعاييرهم ؟؟

ببساطة هم لم يهتموا أبدا بالسؤال والاستفسار عن الحسب والنسب ولا بالمال ولا بالجمال ولا بالجسم ولا بالوظيفة ولا حتى بالذكاء..لكن كثيرا ما كنت أسمع أسئلة على غرار:
كم لغة تتحدث؟..
كم لعبة رياضية تمارس؟..
كم بلدا زرت؟..
ماذا تفعل في الإجازات؟
هم لم يهتموا أبدا بما ولدت ﻷجده حولي ..بل بما فعلته لنفسي ولشخصي ..بما حققته..وما أسعى وأحيى لتحقيقه..فما كان موجودا قبل وصولي إلى هذه الحياة ليس ميزة لي وليس لي فضل في وجوده..

لم يكن لديهم مانع أن يقول أحدهم أنه فقير والآخر أنه قبيح بل و لا مشكلة إن قال أنه يعاني نقصا حادا في الذكاء..
فهذا كله لا يهم ..ﻷنهم جميعا حتى الغبي والقبيح يعملون في جميع الاتجاهات من أجل ما يريدون..
وهذا ما هو المهم ..هذه هي المعايير التي على أساسها يكون التقييم والاحترام والتقدير..وحتى في الدين يكون التقييم بالأفعال لا بالحسب ولا بالنسب ولا بالجاه..فقط ما فعلته وما تفعله وما ستفعله..
حتى وإن لم تهتم عزيزي بما يظنونه عنك..فهكذا -على ما أظن- علينا أن نقيم أنفسنا..أن نحكم على ما مضى من حياتنا إن كان ذا قيمة أم أنه ببساطة مجرد "حياة"..
أتمنى أن تسأل نفسك هذه الأسئلة وأضف إليها من مخيلتك ما شابهها ..
وأتمنى..
وبشدة...
أن لا تخرج بنفس نتيجتي..

ابحث عن أجوبتها..

وبينما تفعل.. ابحث بداخلك...

"عنك"



" في زمن الزور يعد قول الصدق عملا ثوريا "..


ميرو