الأحد، ٢٩ مارس ٢٠٠٩

أشوفكم هناك

أخيرا ودعت عالم بلوجر وانتقلت إلى الوورد بريس .. أشوفكم على البلوج الجديد إن شاء الله ..
متنساش تغير الريدر بتاعك للينك الجديد :)

http://www.iam-marat.com/blog

السبت، ١٤ مارس ٢٠٠٩

شكرا مصيبتي

بما أننا جميعا ننمو فكريا وشخصيا فإننا نتعرض لكثير من التجارب .. سعيدة .. حزينة ..

للوصول إلى النضج الفكري نحتاج إلى بعض المآسي .. شيء من العذاب .. اختبار مشاعر كالضعف والعجز .. ليس لأن هذه هي سنة الحياة و أن لا شيء يأتي بالمجان .. ولكن لأن نضجنا لن يتم ويكتمل إلا باختبار جميع أنواع المشاعر .. علينا أن نتقبل المآسي ونعيشها بوعي تماما كما نحرص على التمتع بكل لحظة سعادة .. بالطبع يمكننا تجاهلها .. لكن ذلك سيحرمنا من فائدة تلك اللحظات..من نحتها في شخصياتنا .. وسنحيا ونموت للأسف "عاديين" ..
لا أحد عانى أكثر من الرسول صلى الله عليه وسلم .. فشق صدره وهو صغير وطرده ..تكذيبه من أقرب الأقربين ..رمي الصغار والمجانين له بالحجارة وكسر رباعيته وشج وجه..اختفاءه في غار مظلم كل هذا ساهم بالتأكيد في تشكيل عبقريته .. في ملامح شخصيته وحكمته.. وهكذا فكل الأبطال يمرون بالمآسي .. فهذا يجعلهم أكثر تفتحا .. أكثر حكمة ..أقدر على الاختيار .. اختبارهم للسيء مهم تماما كاختبارهم للجيد ..

أتذكر الحادث كل يوم تقريبا وقطعا لو عدت للوراء لما محيته من حياتي .. لأن هذه التجربة جعلت نظرتي للحياة بشكل عام وحياتي أن بشكل خاص أكثر نضجا .. كل اللحظات السعيدة التي قضيتها لم توفر هذا التقدير .. ليس لأنها ليست كافية ولكنها ببساطة لا توفره ..
فقداني لمن أحببتهم منذ زمن .. علمني الكثير عن العلاقات .. عن الصداقة الحقيقية .. عن المهم .. كل الأوقات الرائعة التي قضيتها معهم لم تعلمني هذا .. لكن الفراق المؤلم فعل ..
بالتالي فعندما أراجع حياتي أتقبل مرها قبل حلوها .. فجزء كبير مني بني بالأحداث السيئة .. لن أغيرها لو أستطعت .. لن أكرهها ..
الأهم من هذا كله أنني أصبحت أتقبل كل سوء كجزء من تكويني .. من عملية نحتي .. بغيرها ستنحت السعادة جزءا وتترك الباقي مطموس الملامح ..

المرفهين الذين لم يروا بؤسا ولم يختبروا عناءا يفتقدون نوعا من الخبرة .. نوعا من النضج .. جزء من اللوحة مفقود .. العكس المعذبون في الأرض والمشردون الذين ينقلبون إلى سعادة يخرج من أولائك عظماء.. يقدرون الأمور .. يعلمون المعنى الحقيقي لكلمة عواقب .. أذى .. أهمية القرارات .. إلى أين يؤدي كل طريق بما أنهم اختبروا الطريقين ..
المعاناة والسعادة معا ..تخرجان عبقرية .. إحداهما بمفردها تنتج شخصا يحيى في عالم الأحلام بعيدا عن الواقعية..
لنشكر الله على كل لحظة بؤس كما نشكره على كل لحظة سعادة .. لنظهر شيئا من العرفان والتقدير لتجاربنا الأليمة,, ولنستعد لتقبل المزيد من المصائب بسعادة :) :) :) :)