الأحد، ٢٥ يناير ٢٠٠٩

يكن وعمر

يكن..
راقبه جيدا .. لن يفهمه أحد .. هو لم ولن يشرح ..
يظن أن كلماته لن تفهم كما ينبغي .. أفكاره لا تصل .. يلتزم الصمت ..
هو وحيد .. ومع وحدته راقب أنانيته ..
أنانية جديدة لم أعلم بوجودها سلفا ..
أنانية عطاء لا أنانية منع .. غريبة .. أنانية بطولية :)
هو يعتني بالآخرين ويمنعهم من الاعتناء به .. يقترب منهم ويبعدهم عنه .. يتواصل مع حياتهم ومشاكلهم رغبة في المساعدة ولكنه يكشر عن أنيابه مع أول محاولاتهم للاقتراب..
يسألهم الصراحة .. صراحة لا يبذلها لهم .. يحثهم على "الفضفضة " بينما ينتزعون منه التلميح انتزاعا ..
ربما رفضه للمقابل لأنه لا يراه كافيا .. أو لظنه أن جهده ومساعدته هما الثمن لما هو عليه .. "الإيجار الذي يدفعه لسكنه في الأرض"..
لكن كل هذا لا يمنع أنه "أناني" .. حتى ولو كانت "الأنا" تتمثل لديه في العطاء لا في الأخذ .. في الدفع لا في التحصيل ..
وكما يعطي للناس السعادة بخدمته لهم .. من حقهم أن يسعدهم بخدمتهم له .. أن يسمعوه كما يسمعهم .. أن يشعروا بشيء من ضعفه كما لا يتورعون أن يظهروا له ضعفهم..
سوى ذلك فالمعادلة مضطربة .. منظومة الأخذ والعطاء غير مكتملة ..
حتى وإن ادعى أنه لا يهتم .. أنه سيحيا بطلا .. فلم يطلب منه أحد أن يصبح بطل أحد .. ومع ذلك فهو يعجبني :)

عمر..
هذا النشاط الأخاذ .. في كل اتجاه ..
هو يذاكر .. يجتهد .. يتطوع .. يبني نفسه .. ينمي ذاته ..
هذا يناسبني وذلك سيفيدني ..
أرتاح لذلك .. هذا سيعطلني ..
عزيزي الحياة ليست عنك ولا تدور في فلكك .. وفي النهاية ستكف عن الاهتمام بنفسك .. عما يأتيك وما يذهب عنك .. قريبا ستصبح لك قضية .. عائلة ..مجتمع..مؤسسة.. دين ..

أيا كان فاهتمامه سينتقل من نفسه إلى تلك القضية .. فما لا يناسبه سيصبح أولوية لأنه يخدم قضيته ..
سيريد ما لا يريده بداية لأنه خطوة إلى الأمام .. ربما ليس في طريقه .. ربما في طريق الأمة ..
سيتعلم أن الأمر ليس عني و عنه .. أننا لم نولد "لنصبح أناسا أفضل" .. وإنما نصبح أناسا أفضل لنفعل شيئا بخصوص شيء آخر..
أن كلمة أنا وياء المتكلم مرحلة تنتهي بالنضج .. نضج يؤهل الإنسان ليحمل عبء غيره ..
نبدأ أطفالا لا نكترث لشيء .. ثم شبابا لا نرى إلا أنفسنا ورغباتها ثم أزواجا نعتني بزوجاتنا .. أباءا وعمالا .. وكلما تقدمنا كلما ابتعد اهتمامنا عنا وتخطانا لغيرنا ..وكلما ابتعد كان أفضل .. علامة نضج .. قوة ..
يمكنه أن يظل مهتما بنفسه إلى الأبد ..إلى أن يموت .. عندها ... كل ما فعله سيموت معه .. ويريحنا..

هناك ٨ تعليقات:

Rehab يقول...

رائع
أراهما أمامى رؤى العين..
أبدعت فى الوصف
تحياتى

غير معرف يقول...

لقد أعجبني جدا موضوعك الاول . ومتفقة معك جدا فيما توصلت اليه في نهاية الموضوع ان يجب على الانسان المحب للعطاء واسعاد الناس ان يعي ان رغبتهم في اعطائه في المقابل .هي ايضا جزء من عطائه ...

غير معرف يقول...

يكن

لن يستطيع أن يكمل سيتوقف يوما ما

عمر

ستعلمه الأيام و المواقف


كلامك جميل وتقبلني قارىء دائم لمدونتك

sweet-tweety يقول...

رائعه

ادعى انى اعرف حد يشبه (يكن) اوى ان كنت فعلا بفهم الاشخاص بشكل صحيح...اعتقد فعلا انه يشبهه فى كل حاجه...وهو فعلا بيحب يبيعد الناس عنه...واعتقد انه برغم كل حاجه نفسه حد يقتحم حياته قهرا D:D:D:D:

بالنسبه لعمر ناس كتير كده...كتيييير ااوىىىىىى

بجد اسلوب رائع

BAZ يقول...

ههههههههههههههههه

جامدة الخاتمة دي

صحيح فيه عمر كتير بالمعنى الواسع ..

كلهم بيبعد اهتمامهم عن نفسه ويروح لغيره ..

لكن قليل جدا ..

اللي بيفضل عنده اهتمام مفيد ومطلوب بنفسه كوسيلة لا كغاية

واهتمامه بيروح للمكان الصح مش لأي حتة ضيقة والسلام !

يعني بالمعنى الواسع :

موظف الحكومة الشقيان على قوت عياله عمر

والمقاوم الحمساوي اللي بيتغذى ويروح الجيم ده عمر برضه :D

أو ع الأقل ده اللي انا فهمته ؟

غير معرف يقول...

yakon is the best
keep going

Unique Gurl يقول...

انت بقي مين فيهم؟
اعتقد ''يكن''
بس بوست حلو كالعاده يا مراد ;)

just a girl يقول...

دائما ما تتميز لكن هذا البوست خاصة يجد هوى كبيرا في نفسي ..اقرأه و استمر في قرائته كل حين تميزت باسلوب رائع هذه المرة بجد كلماتك محسوسة جدا و بسيطة بشكل كبير و هو ما يستدعي اهتمامي,,,
اما" يكن" هذا..فمع تقديري لمثاليته و جمال اخلاقه ..الا انه بحق يبعد الاخرين عنه..لانني ان طرقت كل يوم باب احدهم فوجدته يسرع لمساعدتي ..يهب من اجلى ..سأمضي فرحة ..حينها انتظر منه ان يترك لي المجال لان اظهر له انني استطيع رد جميله..اريده ان رايته خلف بابه حزينا ان يفتح لى الباب و يتركني اساعده هكذا سأشعر بمدى اهميتي في حياته..اخذ و اعطى و في حال لم يحدث هذا من المؤكد انني سأخشى طرق نفس الباب من جديدبل الجأ الى اخر اتعامل معه بطبيعتي لا اتحرج يوما من كثرة وهبه لى.. فعلى نفس قدر اهتمامي بان يساعدني احدهم احب ان يترك لى المجال لكي اثبت له انني جيدة كفاية لاكون في حياته...
فبحق استنتاجك الاخير صادق تماما و صائب للغاية..