الثلاثاء، ١٠ فبراير ٢٠٠٩

معاني لا تعني شيئا

ربما هو تأثير الاجازة .. الكثير من الوقت يوفر رفاهية الفكر .. الجميع الآن يسبح بمخيلته .. عن الحب .. الصداقة .. الوفاء .. الاستقلال ..الطموح .. العمل الخيري .. الجميع يفسر ويحلل .. يستنتج .. "نخترع" أحاسيس أو على الأقل نضخمها ..
شعارات .. أو مصطلحات .. أي كان ما تسمى فصدقا هي لا تعني شيئا ..

مستلزمات الصداقة والتزاماتها .. ما لي وما علي .. لأننا أصدقاء عليك فعل كذا وكذا .. باسم الصداقة .. عزيزي فليذهب مسمى الصداقة إلى الجحيم .. فهو لا يعني شيئا حقيقة .. إننا نتكلم ونتقابل ونتمازح ونخدم بعضنا..لا أدري تحت أي بند يندرج هذا ..فأنا لا أسعى لتحقيق معنى "الصداقة" لذاته .. ولا لأحصل على "صديق" يحقق معنى الكلمة .. وليس من المتوقع أن أفعل شيئا لمجرد أن "الصداقة" تستلزمه.. فكما قلت أن "أنا بلا تصنيف" .. فأفعالي أيضا بلا تصنيف أبله..

الاستقلال .. لا تسأل من فلان .. لا تطلب .. لتكون مستقلا افعل ولا تفعل .. أنا لم أخلق لأكون مستقلا .. لدي عمل لأتمه .. وسأتمه .. باستقلال أو بسؤال .. سأنهيه أولا ثم لنناقش ذلك لاحقا..

الوطنية .. الكرامة .. الأمانة .. المثابرة ..

المعاني التي ضخمناها .. بنينا عليها تصرفات .. مبادئ .. مشاعر .. وضعناها في قوالب .. أصبحت عبئا علينا .. تثقلنا .. تبطئنا .. تحملنا المزيد من الالتزامات نحن في غنى عنها .. هيا فعلا موجودة .. لكنها خطوط عريضة نسير وفقها ونراعيها ليست حياة نعيشها متشبعين بما تقدمه من المآسي أو الأفراح ..

لا أريد أن أصف علاقاتي بالصداقة أو الزمالة أو أيا يكن .. لتجري كما نراه مناسبا دون التزامات ولا تعقيد..
لن أصف مشاعري بالحب وأتصرف كمحب يلهث وراء محبوبه .. ولن أصفه بالاعجاب .. سأدع الأمور تجري كيفما اتفق ..
فقولبة المشاعر والمعاني .. تستلزم "قولبة" التصرفات .. تضحيات غير مرغوبة .. التزامات منهكة.. مشاعر "نجبر" عليها لا نحسها فعلا .. كأننا نحيا في مسلسل نؤدي دورا مكتوبا سلفا ..
المعاني التي لا تعني شيئا حقا تصبح مبررا لمزيد من الضعف .. لمزيد من "الاهدار" .. لمزيد من الدراما ..
نحن لم نخلق لتحقيق المعاني لذاتها .. ولا لاثراء قاموس الأحاسيس ..
فقط لنفعلها كيفما اتفق .. أرجوكم :) :)

هناك ٦ تعليقات:

Heba Sayed يقول...

السلام عليكم

بوست جميل

لكن لى تعليق ازاى كل ده ملهوش معنى

الصداقة ..الزمالة ..الحب ..الالتزامات..ممكن تكون كماليات

لكن ربنا جعلها عشان منشعورش بالوحدة ونحس بالامان والاطمئنان

لكن من حيث الحاجات اللى ملهاش معنى فالدنيا كلها ليس قيمة لها

وما سيحاسب عليه الانسان هى اعماله

اما الباقى من ماديات ومعنويات للاحساس بالسعادة فقط لا غير

والسلام ختام

Abd Al-Rahman يقول...

قد يكون هذا من وجهة نظرك صديقى ، لكن القوالب والمسميات هى ما تعطى للشيئ إطاره العام ، أنا أتفق معك فى أن الأصل هو أن نقوم بهذه الأشياء بأى طريقة ، لكن كثير من البشر لا يقدرون الأشياء الا بأسمائها ، ولا نقدر أن نعيب عليهم هذا ، لأنهم من دون هذه التسميات لن يقدموا شيئا ...
ما أريد الوصول اليه هو أن هذا الموضوع يختلف بإختلاف الطبائع ...
المهم أن نقدم جديدا...
إحترامى الشديد لوجهة نظرك.

just a girl يقول...

صحيح فلتذهب المسميات... اننا حين اطلقنا لفظة حب عنينا تلك المشاعر الجميلة ..كان من الممكن ان نطلق عليها اسم كره ..و حينها ايضا كنا سنعظمها.

ما اريد قوله ان رغم انها مسميات اطلقناها كلتعريفات تضم مجموعةمن المبادئ ..الافكار.. الاحاسيس كما قلت ..قد لا تعني الالفاظ شيئا لكن ما تضمه تحتها ما نعنيه بهذه الالفاظ مجموعة من المعاني تعني الكثير جدا ..
لا يمكن الا نعترف بها ..حينها نكون قد نفينا كوننا احياء ..اذن ماذا يعني كونك بشريا..بل ان حياة الانسان ماهي الا هذه المجموعة من المعاني ..

انه يحيا لايمانه بالخالق ..

يستمع لوجوده مع من يحب ..

بل انه احيانا يدافع و يموت من اجل الوطنية و الانتماء و الاخلاص لهدف ما او شئ ما ..
هذا المعنى نسبة اليه حياة يؤمن بها و يعمل طبقا لها..فلا يمكننا الان ان نقول ان حياته و ايمانه هذان لا يعنيان شيئا ..بل اننا كبشر ما يجعلنا مختلفين هو مقدار ايماننا و التزامنا و رؤيتا لهذه المعاني ..الوفاء الاخلاص الصداقة ..مجتمعة تكون شخصياتنا ..هي ببساطة كل شئ.. الفاظها مجردوسيلة للتعبير عن المنظومة المعينة التى تمثلهاانها لغة بها تسهل تعاملنا .

انت تريد ان تتصرف كيفما يشاء لك ..افعل ..و لكنني ارى ان مجرد اهتمامنا بهذه المعاني و وضعها تبع تصنيف معين دلل على اهتمامنا بها ..و عندما نهتم بالاشياء ننقلها من كونها مجرد معنويات مبهمة مشوشة لا يمكن العمل طبقا لها ..الى حالة حسية ملموسة ..و اننا عندما نحترم الصداقة و نعمل باسمها ليس للفظ الصداقة بحد ذاته فالاسميه كيفما يتفق لي و ..و لكنني مع ذلك اعرف حدود هذا المسمىو هي حدود في نفس الوقت معروفة واضحة لدىالجميع .

اتمنالك التوفيق

غير معرف يقول...

فعلا الاجازه او وقت الفراغ بيخلينا نسرح شويه وبعضنا بيحاول يطلع بحاجه مفيده من الاجازه ويطلع من الروتين اللي كان عايش فيه وجو الكبت بتاع الدراسه ويكتسب حاجات جديده ويطلع من الاجازه فرحان ,, بس البعض الاخر ممكن يطلع منها ندمان.

الاحاسيس عمرها ما كانت اختراع لان اللي ما بيحسش عمره ما هيعرف يخترعله احساس , الاحساس ده شعور طبيعي المفروض محدش يتجاهله .

كلامك عن الصداقه بقي اللي فهمته منه انك لو شفت صحابك بيعملوا حاجه غلط مش هتعملها معاهم تحت بند انكوا صحاب ,,بس اللي افهمه والمفروض ان تحت بند صديق اني لو شفت صحابي بيعملوا حاجه غلط انصحهم واوجهم للصح,, والصداقه المفروض مش نستهين بيها لانها لها معني كبير ده اذا كان الصديق ده يستاهل فعلا يطلق عليه صديق

انا بلا تصنيف افتكر ان ده موضوع سابق لك ,,فعلا الواحد المفروض ميصنفش حد تحت اي خانه وخاصه لو كانت حاجه وحشه لان الناس لها احاسيس ومشاعر ,,
(اه ممكن بعض الصحاب مع بعضيهم يصنفوا بعض اعتبارا انهم صحاب عارفين عيوب بعض فمش هيزعلوا من بعض وطبعا هيكونوا عارفين التصنيف بتاعهم بس ميصنفوش ناس تانيه طبعا علي اعتبار ان دي مزحه من مزحه الصحاب )

اما (فأفعالي أيضا بلا تصنيف أبله)..ما اتفقش علي كده لان بعض الافعال تصنف علي اعتبار انها تؤدي بصاحبها للندم والبعض الاخر علي اعتبار انها تؤدي للافتخار بالفعل ده.

محاولة لكسر الصمت يقول...

(لم نخلق لتحقيق المعاني ذاتها)
عفوا اسمح لي سيدي أن أختلف معك, ربما تكون قولبة المشاعر والمعاني طريقا إلى قولبة التصرفات, ولكن هذا ليس عيبا, من الطبيعي أن تسير تصرفاتنا طبقا لأفكار معينة تصنعها مشاعرنا,
المشكلة الحقيقة تكمن في ماهية تلك المشاعر, فصالحها يؤدي إلى صالح التصرف والعكس صحيح, أما أن تسير الحياة بنا دون منهجية معينة فحينها ستتحول حياتنا إلى فوضى كبيرة,ويكون اتخاذ القرارات أكثر صعوبة, فأنت سيدي قد تتخذ قرارك في الاختيار بين شيئين طبقا لمشاعر تكمن داخلك, أما إن تجاهلت تلك المشاعر فلن تستطيع الاختيار أبدا,
نحن نضحي لأجل أصدقائنا, نحاول مساعدتهم لأننا نحبهم, نؤدي الكثير من أعمالنا لأنها التزاماتنا, أما حين نتجاهل الصداقة ,الحب والالتزام كما تفضلت فلن يصير لحياتنا معنى..

غير معرف يقول...

صديقي
متأكد أنه سيأتي االيوم الذي ستأقرأ فيه هذا الكلام وتكون قد غيرت رأيك فيه
المعاني تعني الكثير
الكثير من العمل
الكثير من العطاء
الكثير من التفاني
الحياة لا تستقيم بدون تحقيق المعاني
الحياة لا تمضي كيفما أتفق
الحياة تحتاج لما هو أكثر من أن العمل
الحياة تحتاج لمعاني و قضية نضحي من أجلها
الحياة ليست بهذا الجفاء أرجوك