الأحد، ٢٧ سبتمبر ٢٠٠٩

اللي تشوفه

هذا يصبح أكثر استفزازا يوما بعد يوم ..
لنتفق في أي شيء نحن نحتاج إلى مرجعية ما نتفق عليها أولا ..كلانا يؤمن بها..
هذه المرجعية لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال "العرف" أو ما أصبحنا نؤمن أنه صحيح وجميل بلا خلاف..
أنت تطلب من صديق أن يصبح صديقا جيدا ..أن يوفي حقوق الصداقة .. حسنا من أين أعرف انا حقوق الصداقة !!
تقريبا كل شيء أصبح له نظام .. وللأسف محكم .. كتاب "كيف تصبح ... " .. كيف تصبح صديقا جيدا .. طالبا .. جارا .. شخصا أكثر رقي.. فردا أفضل ..
هذه الأنظمة التي جعلت أفعالنا أكثر "أتوماتيكية" .. جعلت أحكامنا سريعة مطلقة .. وفقا لما يوافق تلك الأنظمة ..؟؟
من قال أن من حق الصديق مساعدته عند الحاجة ؟؟ بالطبع أنا اؤمن بهذا بلا شك .. لكن ان أتبع نظام اجتماعي يفرض صفات الصديق وأطالب بحقي وفقا له !!!!

الجميع يضع صفات قياسية للصديق .. من هو الصديق المناسب و كيف أحكم عليه وعلى غيره ممن أقابل .. حقيقة كلامهم رائع .. جميل .. لكنه بالنسبة لي أكثر من ان يكون واقعا .. لا أصدق أن هذا هو المطلوب على الأقل بالنسبة لي .. فأنا لا أهتم إن كان لطيفا .. ليس مهما أنا يكون جدع ولا مضحي .. لا يشترط أن يكون على قدر كبير من الخلق .. أنا فقط أريد الأشخاص أقوياء الشخصية .. الظرفاء.. مع كثير من الشفافية وجمااال المظهر وبعض البرود واللامبالاة .. ربما لا يبدون مثاليين ..ربما معاييري ليست جيدة طبقا لكتاب "أبله نظيرة" في فن اختيار الصديق .. لكن هذا هو الحال..
حتى على مستوى اعلى .. فنحن نضع مواصفات النجاح بطريقتنا .. كما علمنا والدينا .. كما شاهدنا في المسلسلات والأفلام .. حيث يعيش الناجح في هالة من الغنى والسعادة .. محاط بكثير من الأحبة في منزل جميل .. زوجة جميلة واطفال رائعين "زي اللي علي علب اللبن" ويلبس اجمل الملابس .. أنا تربيت على هذا ولوقت طويل أنا أيضا كنت أرى أن هذا هو النجاح وهذه هي السعادة .. ربما هي كذلك .. وربما لا .. أنا فقط لم أعرف أن من حقي أن اكون انطباعي الشخصي عن النجاح .. ربما أعتقد أن النجاح هو أن تصبح سعيدا وتسعد وتساعد أكبر عدد من الناس ربما لا أريد ان أتزوج أو أن يكون لي بيت .. ربما أرى سعادتي أن أقضي سنتين في زائير .. لا أدري لكن أنا اعرف أنا ما أبحث عنه " الآن" ليس بيتا يطل على النيل وكثير من أطفال علب اللبن يهتفون "بابا جه"
على أية حال.. بعد أن أتخلص من أي نظام لعين متوارث منذ الاف السنين سأبقى مقيدا بالنظام الديني .. كلما توجه رأسي اعتراضا على أي شيء أنا أجد أن في النهاية الدين يخبرني بشيء وفي النهاية أقرر الاستسلام.. لهذا أنا عبد مسلم "والانقياد له بالطاعة" ..

ما عدا ذلك فأنا سعيد لأن الفرصة لم تتاح لأتلقى كثير من الأشياء ولم أتربي عليها .. أو حتى استطعت ان أتخلص منها .. فبعد النظام الديني يذهب كل شيء إلى الجحيم .. العرف الاجتماعي .. الصح والغلط .. الحلو والوحش .. الحقوق .. المبادئ .. هذا يبدو منطقيا .. لهذا أنزل الله الدين شاملا لكل الحياة ..حتى لا ألتزم أنا بأي شيء ولا أرتبط بأي نظام مهما كان متحضرا .. فقط سأستفت قلبي وأفعل ما أراه صائبا وليس من المطلوب أن نتفق جميعا على سلوك حضاري واحد أو نظرة ناجحة موحدة .. وهو كل واحد يعمل اللي يريحه

هناك ٥ تعليقات:

غير معرف يقول...

ربما أرى سعادتي أن أقضي سنتين في زائير ...... أشوفلك شقة ف الشارع اللي ورانا ؟!!!!!1

BAZ يقول...

تحضرني كلمتان :
واحدة لآينشتاين :
"كلما زادت النظرية واقعية .. قلت ثباتا ، وكلما زادت ثباتا .. قلت واقعية .."
وهو ما ينطبق على تعريف الناس لكل أمور دنياهم

وأخرى من علم الحديث :
"لا مشاحة في الاصطلاح"
والمعنى .. أنه لا ينبغي أن نختلف على الأسماء ، طالما أننا نتحدث عن مسمى واحد ، وتعني كذلك أن الاسم الواحد قد يصف أكثر من مسمى باختلاف مستخدميه

كلام كبير كبير :D:D

عاشق الدعاء يقول...

المسيري و جلال أمين !!

الكلام ده ميطلعش إلا من واحد بيقرأ للأتنين دول .

و لا أنا غلطان ؟!

Bassiouny يقول...

انت بالذات المفروض ما تكلمش فى موضوع الصداقه ده ...

بس انا معاك فى موضوع عيال اللبن

Abd Al-Rahman يقول...

صديقى
لم أعد أستغرب رأيك
فأنا مؤمن أنك ذو عقلية ثورية ...
قد تكون محقا لكن صدقنى
الواقع ليس بالسوء الذى تراه به
" العرف ، التقاليد ، القوانين ، إجتهادات البشر "
قد تكون الطريقة التى أتت بها ليست كما نتمناها ، لكنها أيضا ليست بهذا السوء...
أخشى أن تتحول حياتنا إلى مجموعة من الإعتراضات و يصبح عنوانها التمرد على المتعارف عليه ...
ما أعرفه أن فى ديننا "العرف" أحد أوجه التشريع طالما لم يتعارض مع القرآن والسنة ...
لك منى التحايا .